التطوع يبدأ من المنزل
لها أو لاينتنضح الفتاة بالحيوية والنشاط وتمتلك الوقت الذي يمكنها من دخول باب الأعمال التطوعية حيث تجد فيها ما يصقل شخصيتها ويشعرها بذاتها وبأهميتها لخدمة أسرتها ومجتمعها..
ملتقى التطوع الأول الذي افتتح مساء أمس الأحد في دار تاج الوقار النسائية لتحفيظ القرآن الكريم في الرياض ناقش أهمية التطوع ومدى حاجة المؤسسات النسائية للمتطوعات. وهدف إلى بيان منبع التطوع وهو الشريعة الإسلامية، وتفعيل دور المتطوعات، والتعريف بالجهات والمجموعات التطوعية، ومعرفة احتياجاتها من المتطوعات وتكوين قاعدة بيانات بالمتطوعات.
ومن الكلمات المميزة في ملتقى التطوع الأول محاضرة الدكتورة أسماء الرويشد التي بينت فيها أن التطوع مطلب شرعي إذ تقول: نحن أمة التطوع هدانا الله لدين العطاء والإحسان والفضل.
وعرّفت العمل التطوعي بأنه كل ما يقوم به الفرد لخدمة مجتمعه ودينه وإخوانه بجهده ووقته وماله دون مقابل مادي ودون إلزام، بدوافع دينية ويتمثل فيه الاستجابة لأمر الله تعالى، قال الله عز وجل } إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا{.
وتوجهت الدكتورة أسماء بكلمة إلى الفتيات المتحمسات للعمل التطوعي واللواتي يعتقدن أنه ينحصر في الانتساب لمؤسسة معينة أو يتطلب الالتزام بدوام خارج المنزل، مبينة لهن أن بمقدور الفتاة القيام بالأعمال التطوعية وهي في منزلها وتخدم بذلك أحوج الناس لأعمالها التطوعية ومن هذه الأعمال:
تدريس أخوتها
مساعدة والدتها في الأعمال المنزلية، فأكبر حق على الفتاة بر أمها وإدخال السرورعليها ، ففي ذلك مساندة ودعم لأقرب شخص في حياة الفتاة.
التطوع لإعداد وجبة العشاء مثلاً أو عمل قالب حلوى.
سقي الزرع.
مساعدة العائلة في الولائم.
البسمة عمل تطوعي.
إماطة الأذى عن الطريق.
وأكدت الرويشد أن كل ما سبق يعتبر من الأعمال التطوعية
ميادين العمل التطوعي للفتاة
بالإضافة إلى الأعمال التطوعية المنزلية ذكرت الدكتورة أسماء مجالات أخرى للتطوع تناسب الفتيات منها:
1- تقصي أحوال الأسر المحتاجة و إعالتهم ماديا و معنويا.
2- العناية بذوي الاحتياجات الخاصة.
3- المشاركة في الأطباق الخيرية.
4- القيام برعاية الأيتام.
5- إقامة المحاضرات و الدورات المتنوعة الخاصة بالفتيات وتنمية قدراتهن.
6- الكتابة في وسائل الإعلام.
7- القيام بالدعاية للمشاريع الخيرية.
8- الانضمام للمؤسسات الخيرية الخدمية
سمات المتطوعة الجادة:
1- إخلاص العمل لله وحده واحتساب الأجر من عنده عز و جل، فالإخلاص من أساسيات بناء الفرد المتطوع وكلما سمت أهدافه صارت أعماله أكثر قيمة.
2- الالتزام بالعمل التطوعي كالالتزام بالوظيفة الرسمية، فالتطوع عقد معنوي
3- تنظيم الوقت و الأولويات، فالتطوع يحتاج لترتيب وتخطيط وتنظيم.
4- المهارات وتناسبها مع مكان العمل، إذ لابد من النظر للرغبة أو الهواية والتخصص عند المتطوع واختيار المكان المناسب لهما.
5- الشعور بالانتماء لبيئة العمل
6- حسن الخلق وحسن التعامل مع الآخرين و التحلي بالتواضع و لين الجانب وحفظ اللسان.
7- بذل النفس وهضم الذات من أساسيات العمل التطوعي يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:] طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه مغبرة قدماه إن كان في الحراسة كان في الحراسة وإن كان في الساقة كان في الساقة[.
8- أن يجيد المتطوع المبادرة و الإعداد للعمل.
الفوائد التي تعود على الفتاة من ممارسة العمل التطوعي:
تعدد الدكتورة أسماء الرويشد الفوائد التي تعود على الفتاة المنخرطة في مجال الأعمال التطوعية، منها:
1- إشباع الجانب الديني والروحي: عندما يمارس المتطوع الأعمال التطوعية بمجالاتها المختلفة من منطلق تعبدي؛ فإنه بذلك يشبِع هذا الجانب الديني والروحي في نفسه؛ فهو يمارس عبادة لا تقل أهمية عن العبادات الأخرى، بل هي عبادة متعدية؛ وأجرها وفضلها خير من العبادة القاصرة.
2- تفريغ الطاقات:العمل التطوعي يمارِس دوره في تفريغ الطاقات، عبر مجالاته المختلفة والمتنوعة؛ فكل مجال له حاجته من المجهود والطاقة البدنية، فينخرط المتطوع في تلك الأعمال التطوعية، وقد أفرغ طاقته فيها؛ عبر مجهود بدني مناسب. ومن ثم نجد أن العمل التطوعي قد ساهم بمصرف طبيعي لتفريغ الطاقة؛ وهو ما يجعل المتطوع يعيش سكينة النفس، فليس ثَمةَ طاقة مختزنة تعكر سعادته.
3- شغل أوقات الفراغ: كثيراً ما يعيش الشباب اهتمامات غير جادة، ويتعلق باللَّهو العابث (وربما المحرّم)؛ لذلك فالأولى غرس الاهتمامات والقضايا الجادة لديهم؛ فينصرفون تلقائياً عن التعلق باللهو والعبـث الفارغ إلى الأمور الجادة. ومن ذلك ممارسة الشباب بعض الأعمال التطوعية؛ وذلك باستقطاع أيام وساعات من برنامجه اليومي؛ ليشارك في هذه الأعمال التطوعية حسب تخصصه وميوله.
4- الراحة والطمأنينة النفسية: يجد المتطوع أثناء قيامه بعمله التطوعي وبعده مشاعر من الرضا عن النفس، والراحة النفسية بما قدمه من مساعدة للآخرين، وهذه السعادة والطمأنينة هي مطلب جميع البشر؛ فهم يبحثون عن كل ما يزيل عنهم الغم والهم، (ومن الأسباب التي تزيل الهم والغم والقلق: الإحسان إلى الخلق، في القول والفعل بأنواع المعروف).
5 – إشباع العواطف وضبطها: إن العاطفة مهمة للإنسان في حياته؛ لأنها تدفعه إلى فعل الأشياء التي يتعاطف معها، وتدفعه إلى ترك الأشياء التي يكرهها بدافع داخلي. ؛ فالنفس لا بد أن تتجه بعواطفها: إما للخير أو للشر، وهذا ما يساهم فيه العمل التطوعي الخيري؛ حيث يساهم في توجيه العواطف الوجهة الصحيحة فالتطوع يشبع الحاجة إلى التقدير والاحترام والحب.
6 - يعالج الأمراض الروحية والجسدية: إن في الأعمال التطوعية تربية ذاتية نفسية للمتطوع؛ حيث يؤدي ذلك إلى الصحة النفسية؛ ففي العمل التطوعي علاج لقسوة القلب. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:]أتحب أن يلين قلبك، وتُدرِك حاجتك؟ ارحم اليتيم، وامسح رأسه، وأطْعِمْه من طعامك يَلِنْ قلبُك، وتُدرِك حاجتك]. كما أن العمل التطوعي يشغل صاحبه عن هموم الدنيا التي هي سبب للأمراض النفسية كما أنها سبب للأمراض الجسدية.
7 - يساهم في تهذيب الأخلاق: والعمل التطوُّعي يساهم في تهذيب أخلاق المتطوع وتحسينها؛ وذلك من خلال مخالطة الناس، ومعايشتهم إبان عمله التطوعي. يقول - صلى الله عليه وسلم: [المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم]
الجهات التي يمكن للفتاة التطوع فيها:
قدم الملتقى الأول للتطوع للحاضرات مجموعة من المؤسسات الخيرية التي تخدم المجتمع وتعمل جاهدة لإسعاد فئاته على اختلافها، هذه المؤسسات تحتاج إلى أيد متطوعة تساهم معها في إنماء المجتمع وخدمته، ومن هذه المؤسسات:
- جمعية أطفال وأسر التوحد الخيرية
- الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الفصام
- مجموعة إحساس التطوعية: وهي مجموعة تطوعية تعمل بإحساس الجسد الواحد في تعاون متبادل وأخوة في الله لها خدمات اجتماعية (الفقراء، الأيتام، كبار السن، أصحاب الظروف الخاصة) ولها خدمات صحية (مرضى السرطان، مرضى الكلى، مرضى السكري، المدخنين، المخدرات) بالإضافة إلى تقديم الخدمات في حالة الكوارث الطبيعية والمحافظة على البيئة.
- الهيئة العالمية للتعريف بالإسلام.
- الجمعية السعودية الخيرية لمكافحة السرطان.
- اللجنة العالمية للاعمار والتنمية.
- المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات.
- موقع لها أون لاين
- مجموعة رواحل: وهي مجموعة مؤلفة من البنات الجامعيات، جهود شابة وأعمال ميدانية.
- مجموعة تفاؤل لدعم المرضى و ذوي الاحتياجات الخاصة.
- مركز إكليل للفتيات.
- مجموعة مجتمعنا: وهي مجموعة تطوعية تهدف إلى زيادة الوعي الصحي وتفعيل خدمة المجتمع.
- فريق النجاح
- جمعية سند الخيرية لدعم الأطفال المرضى بالسرطان.
- فريق التأهيل الدولي: وهو مركز يقدم أجود أنواع الخدمات التربوية والتأهيلية والتدريبية لفئات الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة .
- نادي تاج التطوعي.
مركز تذكار.