الحمى القرمزية عند الأطفال
يتعرض الأطفال للعديد من الأمراض المختلفة، وخاصة تلك التي تنتقل عن طريق العدوى، فيكفي أن يصاب طفل واحد في فصل مدرسي كي تكون هناك فرصة مواتية للانتقال إلى أطفال آخرين في الفصل نفسه، وكذلك الأمر بالنسبة للمنازل، وصالات الألعاب المغلقة أو حمامات السباحة وغيرها، ومن بين تلك الأمراض: الحمى القرمزية.
أعراض الحمى القرمزية
تبدأ الحمى القرمزية عادة ببعض هذه الأعراض:
التهاب الحلق أو القيء أو الحمى أو الصداع، وقد لا يظهر الطفح إلا بعد مرور يوم أو يومين من بدء المرض، ويبدأ الطفح على الأجزاء الدافئة الرطبة من الجسم كجانبي الصدر والإربتين والظهر في مكان رقاد الطفل، ويبدو الجلد عن بعد في شكل احمرار موحد اللون، ولكنك إن دققت النظر إليه عن قرب، فسنجده عبارة عن بقع حمراء صغيرة فوق سطح الجلد المحمر، وقد ينتشر الطفح على الجسم كله وعلى جانبي الوجه، ولكن المنطقة المحيطة بالفم تظل باهتة اللون بدون طفح، ويصبح لون الحلق أحمر، ثم يحمر لون اللسان من جانبيه بعد فترة صغيرة، وعلينا استدعاء الطبيب طبعاً إذا شكا طفلك من حمى والتهاب في حلقه.
كانت مرضاً مخيفاً
الحمى القرمزية وفق ما جاء في كتاب دستور الأم، قد قلت حدتها هذه الأيام عن ذي قبل، وهي ليست مرضاً منفصلاً في حد ذاته، تسببه جرثومة خاصة كالحصبة مثلاً، ولكنها تنتج عن أحد أنواع الجراثيم السبحية الشائعة والتي تسبب التهاب الحلق، وورم الغدد وخراج الأذن مثلاً، فالحمى القرمزية على ذلك ليست إلا صورة من صور عدوى الجراثيم السبحية في الأطفال الصغار خاصة، ولكن كانت الحمى القرمزية في سالف الأيام مرضاً مخيفاً، وذلك لأنها كانت تنتشر في أماكن ومسافات بعيدة، وقد كان المعتقد آنذاك أن العدوى تنتقل من حالة إلى حالة، وبناء على ذلك فلا بد أن تكون الجراثيم قد انتقلت بوساطة لعبة مثلاً كانت في حيازة طفل مريض بالحمى القرمزية منذ سنة، ولكننا نعلم الآن أن أي طفل قد يصاب بالحمى القرمزية، نتيجة تعرضه لشخص يحمل الجرثومة في حلقه الملتهب مثلاً، أو كان حاملاً للجراثيم السبحية بدون ظهور أي أعراض مرضية عليه.
متابعة الطفل المصاب
لقد أصبحت عدوى الحمى القرمزية أخف وطأة هذه الأيام، كما قل خطرها كذلك؛ بفضل الله ثم بسبب استعمال الأدوية الحديثة والمصل، والأدوية الحديثة قيمتها كبيرة في علاج بعض المضاعفات التي تنشأ عنها، وأهم هذه المضاعفات هو التهاب الأذن وورم غدد الرقبة والالتهاب الكلوي (ويسبب الأخير بولاً دموياً).
والمعتقد أن القشعريرة التي تنتج من التعرض للبرد هي سبب هذه المضاعفات التي قد تحدث في أي وقت خلال المرض، ولكنها تكثر فيما بين اليوم العاشر والخامس عشر بعد هبوط درجة الحرارة عندما يظهر أن الطفل قد شفي تماماً، ولهذا السبب يجب أن يلزم الطفل المصاب بالحمى القرمزية فراشه لمدة ثلاثة أسابيع كاملة أو أكثر من ذلك إذا لم يكن قد شفي تماما.
ويجب أن يفحص المريض بصفة منتظمة، وأن نداوم على الاتصال بالطبيب، حتى يشفى حقيقة، وعلينا بالاتصال بالطبيب بمجرد حدوث أي ألم في الأذن، أو احمرار في لون البول، أو قلة كميته، أو أي ألم في المفاصل، أو عند عودة الحمى.
ولو أن الحمى القرمزية سهلة الانتشار في المؤسسات والمدارس أو المراكز الداخلية، إلا أنها ليست معدية بهذه الدرجة في المدارس أو المراكز الخارجية الاعتيادية، ولذلك لا ننزعج كثيراً إذا ما علمنا أن الطفل قد تعرض للإصابة في مدرسته أو في المركز الذي يقضي فيه وقته، ففرصه إصابته بالحمى القرمزية ليست كبيرة، وتظهر الحمى عادة بعد أسبوع من التعرض للعدوى، وتعليمات العزل بالنسبة لهذا المرض تختلف باختلاف الجماعات اختلافاً كبيراً.
المصدر: لها أون لاين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق